لا نضيف شيئاً جديداً عندما نقول بأن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي هما أفضل من يلمس الكرة حالياً في العالم وسنبتعد كل البعد في هذا التحليل الخاص عن جدلية من أفضل من الاَخر.
الكل شاهد عبر شاشات التلفاز كيف تجنب كلا النجمان مصافحة بعضهما بعد نهاية مباراة إياب كلاسيكو السوبر وحدث ذلك عن عمد لا تخطئه عين المشاهد أبداً.
السؤال الذي يبرز هنا.. هل يكره النجمان بعضهما البعض ؟ وإذا كانت الإجابة نعم فما هو السبب ؟
لنتفحص معاً جوانب عدة في حياة النجمين.. كلاهما نجم كبير جداً في عالم كرة القدم حالياً ونجومية أحدهما لا تطغى على الاَخر.
كلاهما يلعب لفريقين هما الأقوى والأعرق في العالم والأكثر شعبية بين أندية العالم قاطبة.
شعبية كل لاعب لا تطغى على الاَخر أبداً.. فعدد المعجبين يبلغ عشرات الملايين حول العالم يعشقون رونالدو وميسي.
إذا كان المقياس هي الإنجازات فإن لا أحد منهما يتفوق على الاَخر من حيث الفوز بالألقاب.. فكلاهما فاز بدوري أبطال أوروبا وغيرها من البطولات وكلاهما أحرز جائزة أفضل لاعب في العالم وكلاهما أيضاً حققا أرقاماً تهديفية إعجازية.
حتى على مستوى حضورها الإعلامي فهو متكافئ.
على الرغم من تصريحاتهما المتعددة بأن لا أحد يضمر الغيرة والحسد للاَخر إلا أن ما شاهدناه على التلفاز كان أبلغ من الكلام.
السبب الوحيد لما شاهدناه وهو التفسير المنطقي الوحيد الذي خرجت به هي أن النفس البشرية وفطرتها تعكس تصرفات من هذا النوع في حالة وجود تنافس في أي مجال من مجالات الحياة.
إعكس الأمر على نفسك أنت.. عندما تكون طالباً وتكون مميزاً على المستوى العلمي يكون أي طالب اَخر متفوق علمياً هو منافسك وتفعل كل شيئ لتُثبت بأنك المتفوق والرقم واحد في الفصل.
حتى أن سلوكياتك اتجاه منافسك تأخذ منحى مختلف عن سلوكياتك محيطك الاَخر.. نظراتك تكون مختلفة إتجاه منافسك.. تصرفاتك تتغير أيضاً.. قد تمر إلى جانبه ولا تلقي التحية.. كلها أشياء نشاهدها ونلمسها في حياتنا اليومية وقس ذلك على كافة مجالات الحياة العلمية والعملية.
إذن هي الفطرة الإنسانية التي تجعل من ميسي ورونالدو لا يستلطفان بعضهما البعض ولا نريد أن نقول يكرهان بعضهما وما شاهدناه على الشاشة جاء صادقاً وعفوياً وغير مخطط له وهذا ما جعلني أطرح هذا التساؤل…!